اضطراب  التوحد أو ( الذاتوية – Autism)

اضطراب  التوحد أو ( الذاتوية – Autism)

  الدكتور/ أحمد عبدالله صبره

موبايل : 01005325211

بعد الإنتهاء من الحديث عن  اضطراب ضعف الانتباه وفرط النشاط  ( ADHD ) سأتناول الحديث عن اضطراب في غاية الأهمية نتيجة زيادة انتشاره  حالياً .

 هو أحد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية “اضطرابات في الطيف الذاتويّ” (Autism Spectrum Disorders – ASD) ويظهر في سن الرضاعة، أي قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات ، و بالتالي فهو اضطراب تظهر آثاره وأعراضه على الطفل قبل أن يبلغ الثالثة من عمره في غالب الأحيان ، وقد تبين ليّ زيادة هذا الاضطراب من خلال زيادة عدد المترددين علي المركز للعلاج.

               هذا ، وقد اتضحت تلك الزيادة أيضاً من خلال أرقام الإحصائيات التي اكدت أن عدد الإصابات بهذا المرض آخذت في الازدياد بشكل مضطرد.

 ومن غير المعروف حتى الآن، ما إذا كان هذا الازدياد هو نتيجة للكشف والتبليغ المبكر عن هذه الحالات، أم هو ازدياد فعليّ وحقيقي في عدد مصابي مرض التوحد، أم نتيجة هذين العاملين سوياً.

                هذا ، ويستخدم بعض الكُتّاب كلمة “توحد أو ذاتوية” عند الإشارة إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو المنتشرة ، فهو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة ، لذالك تتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات كما وضحت في البداية .

               كما يؤثر اضطراب التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ ولم يفهم جيداً كيف يحدث هذا الأمر.

                هذا ، ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد (ASDs)، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبرجر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي( يختصر عادة باسم PDD NOS) ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر.

               كما للتوحد أسس وراثية قوية، على الرغم من أن جينات التوحد معقدة، وأنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تفسير سبب التوحد من خلال الطفرات النادرة، أو من خلال وجود مجموعات نادرة من المتغيرات الجينية المشتركة ؛ وفي بعض الحالات النادرة، يرتبط التوحد بقوة شديدة مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية وتحيط الخلافات بالمسببات البيئية الأخرى.

                 ويصاب بمرض التوحد حوالي( ٢:١ ) من كل ( ١٠٠) شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد بنسبة ١:٤ لصالح الذكور عن البنات وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(CDC) أنه تم إصابة( ١.٥% ) أي طفل واحد من كل (٦٨) طفل من أطفال الأمم المتحدة بالتوحد، وذلك اعتبارًا من عام ٢٠١٤ ، بزيادة بلغت نسبتها( ٣٠% ) عن عام ٢٠١٢ ، حيث كان يصاب طفل واحد من كل (٨٨) طفل ولقد زاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك جزئياً إلى التغيرات التي حدثت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه ؛ ولم تتم الإجابة عما إذا كان انتشار المرض قد زاد فعلياً أم لا.

               وعادة ما يلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل وتتطور هذه المؤشرات تطوراً تدريجياً، ولكن بعض الأطفال المصابين بهذا المرض يتطورون في النمو بشكل أكثر من الطبيعي ثم يبدأون في التراجع أو التدهور ، وتساعد التدخلات السلوكية والمعرفية والخطابية للأطفال المصابين بالتوحد على اكتساب مهارات الرعاية الذاتية والمهارات الاجتماعية ومهارات التواصل، وقد تطورت ثقافة الوعي باضطراب  التوحد لدي الآباء ، فأصبح هناك بعض الآباء  الذين يسعون إلى تلقي أطفالهم العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم أطفال طبيعيين في حياتهم  وعدم التعامل معاهم على أنهم يعانون من هذا الاضطراب مما يحسن العلاقة بين الطفل و الأسرة و يساعد في نسبة الشفاء لديهم .

مع تمنياتي بالشفاء لأطفالنا

الدكتور/أحمد عبدالله صبره