اضطراب طيف التوحد الاعراض والأسباب والعلاج
الدكتور/ أحمد عبدالله صبره
موبايل : 01005325211
والآن نواصل الحديث مع حضراتكم عن الموضوع السابق الذي تكلمنا فيه عن اضطراب التوحد ، والذي تحدثنا فيه عن مقدمة بسيطه عنه واليوم نستعرض بمشيئة الله أعراضه .
أعراض اضطراب التوحد
إن الأطفال المصابون بمرض التوحد يعانون، وبصورة شبه مؤكدة من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية هي:
(١) : العلاقات الاجتماعية المتبادلة .
(٢): اللغة .
(٣): السلوك .
ونظرا لإختلاف علامات وأعراض اضطراب التوحد من مريض إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مختلفة جداً وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا .
لكن حالات اضطراب التوحد شديدة الخطورة تتميز، في غالبية الحالات، بعدم القدرة المطلقة على التواصل أو على إقامة علاقات متبادلة مع أشخاص آخرين ، كما يكون لديهم مجموعة من السلوكيات المتكررة .
وكما ذكرنا سابقاً تظهر أعراض التوحد عند أغلب الأطفال، في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ أطفال آخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر أو السنوات الأولى من حياتهم لكنهم يصبحون فجأة منغلقين على أنفسهم، عدائيين أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة.
و بالرغم من أن كل طفل يعاني من أعراض اضطراب التوحد، إلا أنه يظهر طباعا وأنماطا خاصة به، إلا أن المميزات التالية هي الأكثر شيوعا لهذا النوع من الاضطراب:
أولا : المهارات الاجتماعية
* لا يستجيب لمناداة إسمه .
* لا يُكثر من الاتصال البصريّ المباشر .
* غالبا ما يبدو أنه لا يسمع من يحدثه .
* يرفض العناق أو ينكمش على نفسه .
* يبدو إنه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الآخرين إتجاه .
* يبدو أنه يحب أن يلعب لوحده، ويتوقع في عالمه هو الشخص الخاص به .
ثانياً: المهارات اللغوية
* يبدأ الكلام (نطق الكلمات) في سن متأخرة، مقارنة بالأطفال الآخرين . وأحيانا لا ينطق إلا بعض التدريبات المكثفة معه من جانب الأسرة والمختصين .
* يفقد القدرة على قول كلمات أو جمل معينة كان يعرفها في السابق .
* يقيم اتصالا بصريا حينما يريد هو شيئا ما .
* يتحدث بصوت غريب أو بنبرات وإيقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي وتيريّ أو بصوت يشبه صوت الإنسان الآلي .
*لا يستطيع المبادرة إلى محادثة أو الاستمرار في محادثة قائمة .
*قد يكرر كلمات، و عبارات أو مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها .
* يكرر الأسئلة التي تطرح عليه ولا يجيب عليها ، بالرغم أحياناً بمعرفته بالإجابة ، مثل إسمك آيه ؟ فيقول إسمك آيه؟ …….وهكذا .
ثالثاً : السلوك
حيث – يقوم الأطفال المصابون بالتوحد بالعديد من أنماط السلوك المتكرر أو المقيد، والتي صنفها مقياس تقدير السلوك التوحدي على النحو التالي:
* النمطية: الحركة المتكررة، مثل ترفرف اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم.
* سلوك قهري: المتبع في الالتزام بالقواعد، مثل ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف.
* التماثل: مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه، وعلى ألا يقوم أحد بإيقاف هذا الشخص.
*السلوك الشعائري: يمثله نمطا غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل وجود قائمة ثابتة، أو وجود أحد الطقوس في خلع الملابس. ويرتبط ذلك ارتباطا وثيقا بالتماثل. ويقترح دمج الاثنين معاً .
*السلوك المقيد: وهو سلوك محدود في التركيز، والاهتمام أو النشاط، مثل الإنشغال ببرنامج تليفزيوني واحد أو الإنشغال بلعبة واحدة.
*إصابة الذات: وتشتمل على الحركات التي تصيب أو يمكن أن تؤذي الشخص، مثل دبس العين، أو قطف الجلد،أو عض اليد، أو ضرب الرأس .
* شديد الحساسية بشكل مبالغ فيه للضوء، وللصوت أو للمس، لكنه غير قادر على الإحساس بالألم .
هذا، ويعاني الأطفال صغار السن من صعوبات عندما يُطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الآخرين. وعند قراءة قصة لهم على سبيل المثال، لا يستطيعون الإشارة بإصبعهم على الصور التي في القصة المكتوبة. هذه المهارة الاجتماعية التي تتطور في سن مبكرة جداً ضرورية لتطوير مهارات لغوية واجتماعية في مرحلة لاحقة من النمو.
وبالتالي فكلما تقدم الأطفال في السن نحو مرحلة البلوغ، يمكن أن يصبح جزء منهم أكثر قدرة واستعدادا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة به، ومن الممكن أن يُظهروا اضطرابات سلوكية أقل من تلك التي تميز اضطراب التوحد حتى أن بعضهم ينجح في عيش حياة عادية أو نمط حياة قريبا من العادي والطبيعي.
أيضاً في المقابل، تستمر لدى آخرين منهم الصعوبات في المهارات اللغوية وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة، حتى أن بلوغهم يزيد فقط مشاكلهم السلوكية سوءا .
كما أن هناك قسم من الأطفال، بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة. ويتمتع آخرون منهم بنسبة ذكاء طبيعية، أو حتى أعلى من أشخاص آخرين عاديين. هؤلاء الأطفال يتعلمون بسرعة، لكنهم يعانون من مشاكل في الاتصال، في تطبيق أمور تعلموها في حياتهم اليومية وفي ملاءمة أنفسهم مع الأوضاع والحالات الاجتماعية المتغيرة.
هذا، و يوجد قسم آخر ضئيل جداً من الأطفال الذين يعانون من اضطراب التوحد هم مثقفون ذاتويّون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة تتركز بشكل خاص في مجال معين مثل الفن، الرياضيات أو الموسيقى …….. وغيرهم من المجالات المختلفة.