أسباب وعوامل خطر اضطراب التوحد (الأوتيزم أو الذاتوية)
الدكتور/ أحمد عبدالله صبره
موبايل : 01005325211
ليس هناك حتي الآن عامل واحد معروفاً بإعتباره المسبب المؤكد بشكل قاطع لاضطراب التوحد. و ربما يرجع ذلك إلي تعقيد هذا الاضطراب و مدى الاضطرابات الذاتوية وكذلك حقيقة انعدام التطابق بين حالتين ذاتويتين، أي بين طفلين ذاتويين، فمن المرجح وجود عوامل عديدة لأسباب اضطراب طيف التوحد.
-
العوامل الوراثية
حيث اكتشف الباحثون وجود عدة جينات يرجح أن لها دوراً في التسبب بالذاتوية؛ وبعض هذه الجينات يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، بينما يؤثر بعضها الآخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها. ومن الممكن أن جينات إضافية أخرى تحدد درجة خطورة الأمراض وحدتها. و قد يكون أي خلل وراثي في حد ذاته وبمفرده، مسؤولاً عن عدد من حالات الذاتوية لكن يبدو في نظرة شمولية إن للجينات بصفة عامة تأثيرا كبيراً جداً ، بل حاسماً على اضطراب الذاتوية. وقد تنتقل بعض هذه الإعتلالات الوراثية وراثيا وتصبح موروثة بينما قد تظهر إعتلالات أخرى غيرها بشكل تلقائي (Spontaneous).
-
العوامل البيئية
حيث يرجع كثير من المشاكل الصحية نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئية مجتمعة معاً. وقد يكون هذا واضحاً في كثير من الأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة كما في الذاتوية . ويبحث الباحثون في الآونة الأخيرة حالياً عن احتمال أن تكون عدوى فيروسية، أو تلوثاً بيئياًمثل تلوث الهواء على سبيل المثال، عاملاً محفزاً لنشوء وظهور اضطراب التوحد عند الاطفال.
-
عوامل أخرى
حيث يعزي كثير من الباحثين ظهور الإصابة باضطراب الذاتوية إلي عدة عوامل أخرى أيضاً تشمل: مشاكل أثناء مخاض الولادة، أو خلال الولادة نفسها، أو عوامل ما بعد الولادة ودور الجهاز المناعي في كل ما يخص الذاتوية.
عوامل خطر الإصابة بالتوحد
قد تظهر الذاتوية لدى أي طفل من أي أصل أو قومية، لكن هنالك عوامل خطر معروفة تزيد من احتمال الإصابة بالذاتوية. وتشمل هذه العوامل علي ما يلي:
(أ) جنس الطفل:
حيث أظهرت الأبحاث أن إحتمال إصابة الأطفال الذكور بالذاتوية هو أكبر بثلاثة أو أربعة أضعاف من احتمال إصابة الإناث .كما أشارت في المقدمة.
(ب) التاريخ العائلي:
فالعائلات التي لديها طفل يعاني من اضطراب التوحد، لديها احتمال أكبر لولادة طفل أخر مصاب بالاضطراب وأنا لا أتفق مع هذا الرأي من وجهة نظري البسيطة . ومن الأمور المعروفة والشائعة أيضاً هو أن الوالدين أو الأقارب الذين لديهم طفل يعاني من اضطراب التوحد يعانون هم أنفسهم، من اضطرابات معينة في بعض المهارات النمائية أو التطورية، أو حتى من سلوكيات ذاتوية معينة.
(ج) اضطرابات أخرى:
حيث يري بعض الباحثين أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل طبية معينة هم أكثر عرضة للإصابة بالذاتوية ، ومن هذه المشاكل الطبية: متلازمة الكروموسوم X الهَشّ (Fragile x syndrome)، وهي متلازمة موروثة تؤدي إلى خلل ذهني، والتَصَلُّبٌ الحَدَبِيّ (Tuberous sclerosis) الذي يؤدي إلى تكوّن وتطور أورام في الدماغ، والاضطراب العصبي المعروف باسم “متلازمة توريت” (Tourette syndrome) والصرع (Epilepsy) الذي يسبب نوبات صرعية. هذا ويري بعض الباحثين أيضاً أن سن الوالدين قد يزيد من احتمال الاصابة بالتوحد ، فالأبوة في سن متأخر يزيد من هذا الإحتمال . وقد أظهرت دراسة أن الأطفال المولودين لرجال فوق سن الأربعين عاماً هم أكثر عرضة للإصابة بالذاتوية بـ 6 أضعاف من الأطفال المولودين لآباء تحت سن الثلاثين عاما. ويظهر من البحث أن لسن الأم تأثيراً أيضاً على احتمال الإصابة بالذاتوية.
علاج اضطراب التوحد
وأري أنه لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار ، ويرجع ذلك إلي عدة عوامل مختلفة منها استجابة الطفل ، درجة إصابته ، والبيئة والأسرة التي يعيش فيها الطفل ، وتفوق المعالج وعوامل أخري عديدة ، وفي الحقيقة فإن تشكيلة العلاجات المتاحة للمصابين بالتوحد والتي يمكن إعتمادها في البيت أو في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جداً، على نحو مثير للذهول. وبإمكان المعالج المساعدة في إيجاد الموارد والوسائل اللازمة والمتوفرة في بيئة الطفل والتي يمكنها أن تشكل أدوات مساعدة في العمل مع الطفل المصاب بالتوحد. ومن أنواع العلاجات المستخدمة في علاج التوحد ما يلي:
العلاج السلوكي
ويتم ذلك عن طريق إستخدام بعض البرامج التي تعالج العديد من من الصعوبات اللغوية، والسلوكية، والاجتماعية المتعلّقة باضطراب التوحد عند الأطفال، حيث تركز على الحد من السلوكيات المؤدّية للمشاكل، بالإضافة لتعليم العديد من المهارات الجديدة، كما تركز بعضها على تعليم الأطفال كيفيّة التواصل مع الآخرين، وكيفيةالتصرّف في المواقف الاجتماعية المختلفة
العلاج التربوي
ويتم ذلك أيضاً عن طريق إستخدام مجموعة من البرامج المتنوعة والمحتوية على العديد من الأنشطة والمهارات المختلفة سواء الحياتية أو العقلية بهدف تحسين مهارات الاتصال، والسلوك، والمهارات الاجتماعية.
العلاج الأسري
ويتم عن طريق تعلّم أفراد الأسرة والآباء كيفيّة التفاعل مع أطفالهم ، وكيفية التعامل معهم، وكيفية اللعب معهم بطرق تحفّزهم على القيام بالعديد من المهارات الاجتماعية، وكيفية تعلّمهم مهارات التواصل والحياة اليوميّة، كما يتم تعلم الوالدين كيف يحفّزوا مهارات أطفالهم الاجتماعيّة.
وفي النهاية من وجهة نظري لا أتفق مع من يقولون بأن ليس هناك علاج لاضطراب مرض التوحد وهذا من خلال تجربتي العلاجية مع كثير من حالات التوحد التي تم بفضل الله وتوفيقه شفاؤهم من هذا الاضطراب ودمجهم مع ذويهم بالمدارس العادية ، وهذا ليس مجرد كلام أكتبه لغرض ما ، ولكن الدليل بالبرهان فالأطفال أحياء وأولياء أمورهم أحياء، ولم يتم تشخيصهم من قبل.